القائمة الرئيسية

الصفحات

التأخر الدراسي أسبابه و طرق علاجه

 





«يمكنك أن تقود الحصان نحو الماء، لكن لا يمكنك إجباره على الشرب» مثل لِجون هييود.

هذا بالضبط ما يمكن به وصف حالة الطالب الذي يجلس على مقعد الدراسة، فلو أُجبر على الذهاب للمدرسة تحت ضغط الأهل و أضطر  للجلوس في الفصل و ظل مستمعًا بدون إحداث أي شغب في الحصة بدافع الخوف من المعلم أو حتى لطبيعته الهادئة لكن رغم كل ذلك لن يكون هناك ما يجبره على تحقيق الأهداف الدراسية المطلوبة أو ايًا من نواتج التعلم. 

ما الذي يحدث و لماذا لم تؤتي العملية التعليمية بثمارها و ما الذي يجعل طفل يتأخر عن بقية زملائه هذا هو ما اصطلح على تسميته التأخر الدراسي. 






 التأخر الدراسي أسبابه و طرق علاجه 

إن التأخر الدراسي «Underachievement» هو من أهم المشاكل التي تواجه الآباء والعاملين في المجال التربوي،حيث  يدخل الأطفال المدرسة لأول مرة، فيداومون في الصف الأول وأعمارهم واحدة أو متقاربة، وبعد سنة أو سنتين أو أكثر يبدو لنا التلاميذ في الصف الواحد قد انقسموا أقساماً ثلاثة من حيث التحصيل الدراسي: فئة متفوقة مجتهدة تستوعب كل ما في المنهاج وتبدع فيه، وفئة متوسطة قابلة للتحسن والتطوّر، وفئة دون الوسط أو ضعيفة. هذه الفئة الأخيرة هي المتأخرة دراسياً!! فالتلميذ المتأخر دراسياً: هو التلميذ يقصر تقصيراً كبيراً في حفظ المنهاج وفهمه وتمثّل ما فيه في حياته لأسباب عديدة – سنأتي على ذكرها –. والتأخر الدراسي قد يكون جزئياً في مادة أو مادتين كالتأخر في الرياضيات أو القراءة أو غيرهما، وقد يكون عاماً في أكثر المواد أو في جميعها.   


و يبقى السؤال الأهم لماذا يحدث تأخر دراسي لمُتعلم عن بقية أقرانه 


المقصود بالتأخر الدراسي

هو الانخفاض في مستوى التحصيل الدراسي عن المستوى المتوقع في اختبارات التحصيل، أو الانخفاض عن المستوى السابق من التحصيل، أو أن هؤلاء الأطفال الذين يكون مستوى تحصيلهم الدراسي أقل من مستوى أقرانهم العاديين الذين هم في مثل أعمارهم ومستوى فرقهم الدراسية، لكن علينا ألا نعتمد على معيار درجات التلاميذ في الاختبارات التحصيلية حيث أن هذه الأخيرة قد لا تكون دقيقة، فقد تتأثر بأساليب الغش أو الظروف النفسية التي يعيشها الطفل وكذلك العلاقات الأسرية والعلاقات الاجتماعية داخل المدرسة، و تعد أفضل طريقة مرضية وسليمة للتعرف على التلاميذ المتأخرين دراسيًا هي إجراء اختبار ذكاء فردي على كل التلاميذ، ورغم أن هذه الطريقة قد تكون باهظة التكاليف وتستغرق وقتًا أطول، إلا أنها مفيدة خاصة وأن بعض الدارسين يميزون بين مصطلحات التأخر الدراسي وبطء التعليم والتخلف العقلي على أساس درجات الذكاء. 





أسباب التأخر الدراسي

للأسف نجد أن الفكرة السائدة أن المُتعلم الذي لا يحقق  أهدافه الدراسية يعتبر غبياً، لكن الحقيقة عكس ذلك   فنسبة كبيرة من المتأخرين دراسياً من ذوي الذكاء المرتفع أو الموهوبين.

(المتأخرون دراسيًا لديهم المحفز الكافي للتعلم، لكنه موجه لطريق مختلف غير الحصول على الدرجات الجيدة، واكتشاف أين يكون محفزهم واستغلاله هو المفتاح الذي سيساعدهم للعودة لأن يصبحوا مواكبين لأهدافهم الدراسية (Mandel & Marcus, 1995, p.3).




و تنقسم أسباب التأخر الدراسي إلى ثلاث أسباب 

أولاً: أسباب تتعلق بالتلميذ نفسه


1- العوامل العقلية:


و رغم ما ذكرته سابقًا أن بعضًا ممن يعانون من التأخر الدراسي لديهم الذكاء و الموهبة إلا أنه في بعض الحالات قد يكون للتأخر الدراسي  عوامل  عقلية مرتبطة  منها ضعف الذكاء أو القصور في القدرات العقلية الخاصة؛ كالقدرة على التركيز أو إحدى القدرات الخاصة التي يلزم وجودها بنسبة كبيرة في مادة دراسية معينة كالقدرة اللغوية أو القدرة الهندسية أو القدرة الرياضية، وهذا ما أكده موني وفرنون وشيلدر حيث يؤكدون على أن التأخر الدراسي يعزى لقدرات عقلية منخفضة وهذا يرجع إلى أسباب وراثية.


أما بالنسبة للذكاء فقد وُجِد  أن نحو 10% من مئات حالات التأخر الدراسي التي قام ببحثها ترجع إلى الغباء الذي يكون وحده كافيًا لإحداث التأخر.


2- العوامل الجسمية:


إن  تأخر نمو الطفل وضعف البنية  أوضعف الحواس مثل السمع والبصر والضعف الصحي العام واضطراب الكلام قد يشكل عائقًا عن تحقيق نتائج دراسية مرضية  فضعف البصر الجزئي وكذلك حالات ضعف السمع الجزئي التي لا يفطن إليها المدرس قد تجعله يجلسهم في أماكن لا تتناسب وقدراتهم مما قد يؤثر عليهم سلبًا، كما يمكن أن يؤثر ضعف البصر والسمع في تمييز الأشكال والأصوات الدقيقة مما قد يؤثر على درجة التحصيل الدراسي لهؤلاء التلاميذ.


كما أن معاناة التلميذ من عاهات مثل صعوبات النطق وعيوب الكلام الأخرى تعوق   التلميذ على التعبير الصحيح مما قد يجعله عرضة لتعليقات الآخرين وسخريتهم، فيؤثر ذلك عليه ويجعله يشعر بالنقص مما قد يؤثر على مستوى أدائه الأكاديمي.


3- العوامل الانفعالية:


و  للحالة النفسية للتلميذ قد تؤدي دورًا هامًا في تحديد مستوى نشاطه واجتهاده، وقد بينت الدراسات أن الاتزان المزاجي وحالات القلق والاضطراب العصبي كلها عوامل قد تؤثر كثيرًا في أعمال التلاميذ التي تتطلب الدقة وتركيز الانتباه، لذا يكثر تأخر من يتصفون بهذه الصفات في الحساب ويكون خطهم رديئًا وأعمالهم ينقصها الترتيب والنظام.


و قد اكدت دراسة قام  بها أوتيل في سنة 1981 استهدفت معرفة العلاقة بين القلق والتحصيل الدراسي وخلصت إلى وجود فروق جوهرية بين فئات التلاميذ، حيث وجد أن مستوى التحصيل الدراسي للتلاميذ ذوي القلق المنخفض أحسن وأفضل من مستوى التحصيل الدراسي للتلاميذ ذوي القلق العالي أو المرتفع.


 


ثانيًا: أسباب تتعلق بالأسرة


إن  الأسرة هي  أول وأهم وسيط لعملية التنشئة الاجتماعية إلى درجة كبيرة نمط شخصيته ونسقه القيمي واتجاهاته ودوافعه للعمل والنجاح ومفهومه لذاته في حدود قدراته الوراثية ومن خلال مركزها الاجتماعي والاقتصادي، كما تحدد أسرة الفرد مستوى نضجه الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي عبر ما تقدمه له من إمكانيات لتحقيق طالب النمو، كما تمثل الأسرة للفرد القاعدة التي سينطلق منها إلى مؤسسات المجتمع الأخرى.

ويمكن تصنيف تأثيرات العوامل الأسرية إلى:


1- عدم الاستقرار العائلي:


  • مثل  عدم الاتفاق بين الوالدين وكثرة المشاحنات والمشاجرات واضطرابات الحالة المنزلية والانفصال والطلاق وقسوة الوالدين أو تدليلهما للطفل أو التذبذب في المعاملة، مثل هذا الجو الذي لا يتوافر فيه الأمن للطفل يسبب اختلالا في التوازن الانفعالي، مما قد يؤثر على حالة الطفل الدراسية.


  •  و كما قد تكون الأسرة  سببًا  في خلق إنسان متفوق دراسيًا و قد تتسبب أيضًا الأسرة في خلق انسان غير متقبل لدراسته وغير متكيف مع حياته المدرسية نتيجة عدم اهتمامها بطفلها وعدم إشباعها لحاجاته وتعريضه لإحباطات وأيضًا التدليل الزائد قد يعوق تقدمه الدراسي

 

هذه النتيجة نفسها أكدتها العديد من الدراسات التي قام بها هيليارد وروث  حيث خلُصت إلى وجود فروق كبيرة بين أمهات الأطفال مرتفعي التحصيل الدراسي وأمهات الأطفال منخفضي التحصيل الدراسي حيث كانت أمهات الأطفال مرتفعي التحصيل الدراسي أكثر تقبلاً لهم ويتعاملن معهم بأسلوب جيد ومشجع، أما أمهات الأطفال منخفضي التحصيل الدراسي فكن أكثر رفضًا وكان هؤلاء الأطفال يشعرون بذلك الرفض، وغالبًا ما تكون استجاباتهم له بمثابة خلق الأزمات كالتوجه للأعمال المخلة بالقانون مثل الفشل والسرقة في المدرسة وخارجها بهدف جذب انتباه الأمهات لهن وتلبية حاجياتهم الجسدية والنفسية التي أهملت بسبب رفض الأمهات لهم.


لذا نستخلص من كل ذلك أن التلميذ الذي يعيش في أسرة مستقرة هادئة يسودها جو العلاقات الإنسانية الطيبة، يختلف في مستوى أدائه الأكاديمي عن التلميذ الذي يعيش في أسرة مفككة أو يسودها الصراع العلني أو غير العلني بين الوالدين أو أحد الوالدين وبقية أفراد الأسرة.


2- المستوى الثقافي للأسرة


يؤدي المستوى التعليمي للوالدين دورًا هامًا في تقدم الأبناء وتفوقهم التعليمي، ويعود ذلك لأن الأبناء يقومون بتقليد في جميع الأعمال التي يقومون بها، وقد أكدت دراسات كل من دوجلاس ووتن وهالس ونسبت، التي ركزت جميعها على مدى أهمية العلاقة المتبادلة بين حجم الأسرة والمستوى التعليمي والثقافي للوالدين أو الوضع الاجتماعي للأسرة والتقدم والإنجاز للتلاميذ وتقدمهم في المراحل التعليمية المختلفة التي يمرون بها، والتي يجب أن يكون للأسرة فيها دور واضح وفعال حتى يشعر التلميذ أن ما يقوم به مهم له وللآخرين من حوله وأنه يحظى باهتمام الأسرة ومساندتها.


3- المستوى الاقتصادي للأسرة:

إن الفقر قد يكون من أقوى أسباب التأخر الدراسي، فسوء التغذية والمرض وتكليف التلميذ بالقيام ببعض الأعمال المنزلية كمساعدة الأسرة مما يعوقه عن متابعة الدراسة. 

لذا فالمستوى الاقتصادي للأسرة يلعب دورًا مهما في تحديد مستوى الأداء الأكاديمي للأبناء ذلك أن الأسر ذات الدخل المتوسط والعالي توفر لأبنائها الوسائل الدراسية التي تساعدهم على تحسين مستواهم الدراسي، بينما قد لا يحظى أبناء الأسر الفقيرة بهذه الفرصة.




وقد اثبت العلماء النفس والتربية والاجتماع أن تدني المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للأسرة لا يوفر للطفل المثيرات التربوية الكافية والإمكانات التي تساعد على نمو شخصيته، وقد يصل الأمر إلى مرتبة الحرمان الثقافي الذي لا يساعد على قدح زناد استعدادات الأطفال العقلية وتحولها إلى قدرات. 



ثالثًا: أسباب تتعلق بالمدرسة


أحيانًا تكون أسباب التأخر الدراسي يرجع إلى عوامل في المدرسة ذاتها كمواظبة التلميذ على الانتظام في الدروس أو سوء التدريس وفشل المدرس في عمله أو سوء التنظيم المدرسي بصفة عامة، وعلى العموم يمكن إجمال العوامل المدرسية المساهمة في التأخر الدراسي للتلاميذ في العناصر الآتية:


1- العناصر المادية:


  • يعد  المكان الذي يجلس فيه التلميذ مساعدًا على انصراف الذهن وتشتت انتباه التلاميذ رغمًا عنهم إضافة إلى سوء استخدام الوسائل التعليمية، وعدم توفير الظروف الفيزيقية الملائمة لعملية التعليم كقلة التهوية والإضاءة والتدفئة مع اكتظاظ عدد التلاميذ في القسم.


  •   انعدام وسائل الإيضاح أو قلتها أو سوء استعمالها، حيث يستطيع بواسطتها  المدرس إفهام تلاميذه، وبذلك تزيد درجة الاستيعاب من خلال جعل الدرس أكثر تشويقًا ولذة للتلميذ وأكثر حيوية للصف، مما يعطي المدرس ثقة أكبر بنفسه وبعطائه ويعطي التلميذ قدرًا أكبر من المشاركة.
  • طبيعة البناء المدرسي غير الصحي وغير المعد إعدادًا كافيًا بأجهزته وملحقاته.
  • تنظيم الصفوف وتوزيع التلاميذ (المتخلفين والموهوبين) توزيعًا عشوائيًا.
  • سوء المناهج وعدم ارتباطها بالواقع.

2- العناصر البشرية:


  •  أن سبب التأخر الدراسي لا يكمن في التلميذ في حد ذاته، وعليه يجب ألا يكون الاهتمام  فقط بالتلاميذ   ولكن يجب أن يولى المعلمين اهتمامًا  بأحوالهم وبمجال الظروف الاجتماعية التي يعيشونها


فالمعلم القائم على العملية التعليمية إذا لم يكن قادر  على إيصال المعلومات إلى الطلبة بالشكل الصحيح مع إثارة حماسة المتعلم  بأساليب و لغة تفاعلية تجعل الطالب يشعر بالملل و تقل استجابته و رغبته في التعلم  


  • كما أن الروح المدرسية العامة، وما يسودها من حزم في الإدارة والتنظيم في سير التلميذ الدراسي لها تأثير كبير على مستوى أداء التلاميذ، فالمدارس التي تتيح المناسبات والفرص للتلاميذ لكي يشعروا بالتفوق والنجاح الذي يزيد ثقتهم بأنفسهم لا تكثر فيها حالات التأخر الدراسي.



خصائص الطفل المتأخر دراسيا الطفل المتأخر دراسيا



أولاً : الخصائص العقلية :


  •  ضعف القدرة على حل المشكلات
  •  ضعف الانتباه
  • انخفاض الحصيلة اللغوية .
  • ضعف القدرة على التفكير الاستنتاجي
  • ضعف القدرة على التذكر
  •  ضعف القدرة على التفكير المجرد
  •  الفشل في الانتقال المنظم من فكرة لأخرى
  •  انخفاض مستوى الذكاء ، حيث يقع ما بين 90 - 70 درجة




ثانياً : الخصائص الجسمية :

  •  معدل نموهم أقل من أقرانهم .
  • يكونون أقل حيوية ونشاط من أقرانهم كما يتسمون بضعف الصحة العامة و الكسل و الأنيميا الحادة و اعتلال الصحة البدنية بصورة عامة .
  • ترتفع فيهم نسبة الإعاقة السمعية و البصرية .
  •  انتشار الكثير من الأمراض بينهم .


ثالثاً : الخصائص الانفعالية :

  • سرعة التشتت .
  •  الشعور بالنقص .
  • ارتفاع نسبة القلق .
  •  سوء التوافق .
  •  المخاوف المرضية .
  • الشعور بالاكتئاب .
  •  الغيرة و الحقد على الآخرين .
  •  الحساسية الزائدة .
  •  إثارة الشغب و الميل للتحطيم . 
  • الكراهية و العدوان .
  •  الاستغراق في أحلام اليقظة .



رابعاً : الخصائص الاجتماعية :

  •  سوء التوافق الاجتماعي ، والذي يعبرون عنه أما بالعدوان على الآخرين وممتلكاتهم أو بالانطواء أو الانسحاب من المواقف الاجتماعية ، وعدم تكوين صداقات مع الآخرين .
  • ضعف الشخصية و سهولة الانقياد للآخرين ، لأنهم يجدون فيهم مصدرا لإشباع حاجاتهم .
  •  يميلون للخروج على القانون نتيجة لمشاعر النبذ و الحرمان التي يشعرون بها سواء في المدرسة أو المنزل .
  • يميل سلوكهم الاجتماعي إلى السلبية ، ويعتبر العدوان و الانطواء أهم مظاهره .
  •  عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية مستمرة مع أقرانهم وقد تتسم هذه العلاقات عند تكوينها بالأنانية و عدم المشاركة الاجتماعية وعدم التعاون و الانغماس في اللهو غير الموجه ، وعدم الاكتراث بالنظم المدرسية و الغباء و النبذ .
  •  انتماء معظمهم إلى أسر ذات مستوى اقتصادي و اجتماعي منخفض ، حيث تسود التوترات و الخلافات الزوجية و التفكك الأسري وكثرة الأبناء و ازدحام المنزل …الخ .


خامساً : الخصائص التربوية :

  • عدم الميل إلى التعلم .
  •  بطء في سرعة التعلم .
  •  لا يستطيعون مواجهة المناهج الدراسية التي وضعت للمتوسطين و فوق العاديين .
  •  يقل مستوى تحصيلهم عن أقرانهم العاديين بحوالي عاميين دراسيين وخاصة في مادتي القراءة و الحساب .
  • يحاولون جذب انتباه المدرسين بأساليب تضايقهم وتعرقل سير الدرس وذلك كتنفيس لما يشعرون به أو تعويض لما يعانوه .
  • يعانون من نقص الخبرات الثقافية و الاجتماعية و التربوية .
  •  يتسمون بالإهمال العام و سوء المظهر و الخروج عن تعاليم المدرسة ، كما يلجأ بعضهم إلى السرقة وضرب زملائه .
  •  كثرة الغياب .
  •  استخدام عادات سيئة في الاستذكار .
  •  تخريب أثاث المدرسة .









طرق و حلول لعلاج التأخر الدراسي 

إن العلاج لمرض من الأمراض أو لظاهرة من الظواهر، يكون بالقضاء على الأسباب التي أدت إلى المرض أو الظاهرة ولإسعاف التلاميذ المتأخرين دراسياً، علينا أن نزيل الأسباب العقلية والجسمية والنفسية والبيتية والمدرسية التي أدت إلى التأخر الدراسي. ويتم ذلك بمعالجة كل تلميذ على حدة أو بشكل جماعي.




أولًا علاج أسباب متعلقة بالمتعلم 


  •  فإذا عرفتُ أن طفل متأخر في الدراسة عن طريق علاماته في الامتحان الشهري أو من بطاقته المدرسية أو من معلمه، على ولي الأمر أن يبحث مع المعلم أسباب هذا التأخر، فإن كان السبب انخفاضاً في ذكائه وإدراكه وقدرته على الاستيعاب، أو ضعفه في مادة من المواد، قد يكون العلاج في تدريسه في البيت بالإضافة إلى المدرسة، أو تخصيص معلم يفهم حالته، فيشرف على تدريسه، ويعيد له الشرح والتعليل ويناقشه في مسائل الدروس حتى يتجاوز التقصير. أو أتعاون مع معلم صفه ليعتني به أكثر، ويدعوه للمشاركة في الدرس، ويلفت انتباهه إن شرد، ويتابع واجباته المدرسية، مع تصميم على دفع التلميذ نحو الأمام بكل السبل المتاحة، والاستمرار في تلك المساعي. 
  • و أما إذا كان السبب صحياً كمرض أو ضعف في حاسة من حواسه، يُشرع في علاج مرضه وضعفه و تقديم له الأغذية اللازمة لنمو جسمه ولتكسبه حيوية ونشاطاً. أو الطلب من معلمه وضعه في المقاعد الأمامية إن كان يعاني من ضعف في السمع أو البصر، مع وضع نظارات مناسبة لعينيه أو أجهزة لتقوية سمعه. 
  • أما إذا كانت الأسباب نفسية أو انفعالية:  فيُراعى تقوية ثقته في  نفسه و توضيح  أن لديه قدرات وإمكانات لا يستهان بها، و تدريبه على الجرأة الأدبية ومقابلة الآخرين والتحدث معهم، لإزالة  الخجل والإحجام عنده. و غرس حب العلم عنده و فوائده على مستوى الفرد والجماعة. 
  • وإن كان السبب عدم انسجامه مع معلمه أو زملائه، يجب التعاون بين البيت و  المدرسة لإزالة هذه الحواجز ويمكن المحاولة بنقل الطفل  صف آخر أو مدرسة أخرى.
  •  وإذا كانت السبب  المشاغبة  وحب اللعب و اللهو  الزائد داخل الصف، يراعي ترك  وقتاً كافياً له للعب خارج المدرسة وفي داخلها أثناء الفسحة ودروس الرياضة، لكي يأخذ حظه من اللعب، فلا يلعب ولا يشاغب داخل الصف أو يقل لعبله وشغبه، و إقناعه أن غرفة الصف جُعلت خصيصاً لتلقي العلم، وأطالب المعلم بتوجيهه، وتحذيره من الشرود عن الدرس. 



ثانيًا علاج الأسباب المتعلقة بالمعلم .

• التخطيط والإعداد الجيد للمادة .

• قيام المعلم بإعداد وتخطيط الوسائل التعليميةالبديلة. 

• تنظيم ظروف التعلم من حيث تيسير عرض المادة بطريقة مبسطة .

• تنويع طرق التدريس لمراعاة الفروق الفردية ومحتوى المادة . 

• توضيح طريقة مذاكرة المادة بالنسبة للطالب .

• تقديم المكافأة لأي تغيير ايجابي فور حدوثه  التعزيز. 

• تقديم الواجبات بطرق متنوعة .

• قيام المعلم بدورة الإرشادي .

• إعداد برامج لعلاج الضعف في أساسيات المادة عند بعض الطلاب .

• تفعيل نشاط المادة وإقامة المسابقات بين الطلاب .

• العمل على دمج الطلاب في الأنشطة الصفية واللاصفية التي تجذبهم إلى العمل المدرسي وتؤدي إلى تفاعلهم الايجابي السليم.

• إعداد الاختبارات التحصيلية الجيدة.


ثالثًا علاج الأسباب المتعلقة بالجو المدرسى: 

• ضرورة إيجاد آلية لاستمرار التواصل بين الأسرة والمدرسة .

• مراعاة وقت الحصة في الجدول المدرسي.

• مراعاة عدد الطلاب داخل الفصل.

• مراعاة الأسس التربوية في توزيع الطلاب داخل الفصل 

• وجود علاقات إنسانية جيدة بين معلم المادة وإدارة المدرسة والعدل بين المعلم في التكليفات والمهام .

• يقوم المرشد الطلابي بجلسات إرشادية ويحاول أن يجعل الطالب يدرك أهمية اقباله على الدراسة من أجل تحقيق ذاته.

• إرشاد الطالب إلى أهمية تنظيم وقته والاتصال بطالب متفوق يعينه على الدراسة. 

• قيام إدارة المدرسة بالدور المطلوب تجاه ضعف التحصيل الدراسي للمادة ومساعدة المعلم في التخطيط والتنفيذ للبرامج العلاجية.


العلاج من جوانب أخرى:

• تأمين الوسائل التعليمية من قبل الوزارة لكل مقرر وإصدار دليل استخدامها مرفق للمقرر.

• تحسين المنهج وطريقة التدريس .

• استبدال معلم بآخر من الأكفّاءالقادرين على حل المشكلة.

• إعادة النظر في لائحة تقويم الطالب .



و أخيرًا يجب على المدرسة والبيت أن يعالجا – متعاونين – قضايا الهروب والغياب والتسرب المدرسي، وتفقد أحوال التلميذ ومعرفة أصحابه داخل المدرسة وخارجها، وإبعاده عن رفاق السوء إن وجدوا، وعلى الإدارة المدرسية أن تحرص على استقرار تعيين المعلمين منذ بداية العام في الصفوف، وتسعى جاهدة لتأمين المعلمين لجميع الصفوف، وأن لا تنقل المعلمين من صف إلى صف إلا للضرورة والفائدة. وأن تعمد مدريرة التربية إلى إصدار تعيين المعلمين والمدرسين قبل افتتاح المدارس لكي لا يتأخروا عن صفوفهم. 

وقد تقوم المدرسة بإشراف مديرية التربية بجمع التلاميذ المتأخرين دراسياً في صف واحد، وتعيين معلم كفء لهم يمكنه أن يتعامل معهم بحكمة ودراية، ووضع منهاج خاصّ لهم أو تترك التلاميذ المتأخّرين في صفوفهم، وتطالب المعلمين بالانتباه إليهم ومعالجة كل تلميذ منهم على حدة، بما يسمح به الوقت اثناء اليوم الدراسي. 

و قد يساهم  تقليل عدد التلاميذ داخل الصف الواحد في مساعدة المعلم في مهمته  ليتمكن  من إعطاء كل تلميذ حقه من الرعاية والمشاركة الفعّالة في الدرس. ومن الضروري ونحن في زمن التخصص والتطوّر التربوي، أن نستعين بخبراء نفسيين وتربويين في علاج الحالات النفسية والانفعالية التي تؤثر على سير التلميذ في الدراسة.

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. مدونة رائعة وموضوعاتها أكثر روعة ... وجزاكم الله خيرا ... وجعله في ميزان حسناتكم .... علي سعد

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع