تأسيس الأطفال في الحساب الآحاد و العشرات

"ماما، أنا عديت لحد 20! بعد كده فيه إيه؟".. بهذه العبارة المليئة بالحماس، وقفتْ ابنتي "آمنة" تحدق بي في انتظار إجابة، وكانت عيناها الصغيرتان تتساءلان: ماذا يوجد بعد هذا العالم الذي تعرفه؟ في تلك اللحظة، أدركتُ أن الوقت قد حان لخوض واحدة من أمتع المغامرات التعليمية: رحلة شرح مفهوم الآحاد والعشرات.
وكمعلمة لرياض الأطفال، أعلم أن هذه النقطة بالتحديد – حيث ينتقل الطفل من العد المنفرد إلى فهم القيمة المكانية للأرقام – يمكن أن تكون محيرةً بعض الشيء. وكأم، كنتُ أعرف أن الطريقة التقليدية لن تجدي مع فضول "آمنة" وشغفها بالاستكشاف. لذلك، قررت أن أصنع لها ولأطفال صفي رحلةً إلى "بلاد الأرقام السحرية".

قصة الآحاد والعشرات: سر من أسرار الرياضيات مع ابنتي آمنة

كأطفال، كنا نرى الأرقام مجرد رموز جامدة. لكن كمعلمة رياض أطفال وأم لآمنة، أدرك أن الأرقام عالم من القصص والمغامرات. كانت أصعب مهمة بالنسبة لي هي شرح فكرة الآحاد والعشرات، ذلك المفهوم الرياضي المعقد الذي يشكل أساس العمليات الحسابية. كيف أُدخِل هذه الفكرة المجردة إلى عقل طفل صغير؟
بدأت رحلتي في فصل الروضة، ثم أكملتها في المنزل مع ابنتي آمنة، مستخدمة نفس الطريقة التي أُطلق عليها "قصة بيت الأرقام".
قصة بيت الأرقام:
تصوروا معي أن الأرقام لها بيوت تعيش فيها. هناك بيت الآحاد، وهو بيت صغير وجميل، لا يتسع إلا لعدد محدود من الأصدقاء. كل رقم يعيش فيه لوحده، من 1 إلى 9. لكن ماذا يحدث عندما يأتي الضيف العاشر؟ بيت الآحاد يمتلئ ولا يتسع لضيف آخر! هنا، يجب أن ينتقل الأصدقاء العشرة معًا إلى بيت جديد، وهو بيت العشرات.
في بيت العشرات، لا يمكن للأصدقاء أن يبقوا متفرقين. يجب أن يتجمعوا في "حزمة" أو "عشرة" كاملة. هذه الحزمة هي التي تُمثل العشرات. مثلاً، عندما نصل إلى الرقم 10، نقول لأطفالنا: "أخذنا 10 من أصدقاء بيت الآحاد ووضعناهم في حزمة واحدة، ونقلناهم إلى بيت العشرات"

الجزء الأول: البداية بقصة "بيت العشرات"

لم نبدأ بالأرقام المجردة، بل بقصة. جلستُ مع آمنة وأطفال الصف وحكيتُ لهم:
"كان يا ما كان، في بلاد الأرقام السعيدة، كان هناك منزل صغير جدًا اسمه 'بيت الآحاد'. هذا البيت ظريف جدًا، لكنه صغير لا يسع أكثر من 9 أصدقاء من الأرقام (من 0 إلى 9). ذات يوم، جاء الرقم 10 يريد الدخول للعب مع أصدقائه، لكن البيت كان ممتلئًا! فماذا يفعل؟"
هنا توقفَتْ القصة، وبدأت أنظر إلى وجوه الأطفال المتلهفة. ثم أكملتُ: "فجأة، ظهر ساحر طيب وقال: لا تحزنوا! سأبني لكم بيتًا جديدًا أكبر وأوسع، اسمه 'بيت العشرات'! وسننقل أول صديق (الرقم 1) ليعيش في البيت الكبير، ليكون مسؤولاً عن الأصدقاء التسعة الذين بقوا في البيت الصغير. فأصبح الرقم 10 مكونًا من: 1 (في بيت العشرات) و 0 (في بيت الآحاد)."
هذه القصة البسيطة خلقت لديهم صورة ذهنية واضحة عن فكرة "المجموعات الكبيرة" (العشرات) و"الأفراد" (الآحاد).

الجزء الثاني: تحويل القصة إلى ألعاب ملموسة

القصة وحدها لا تكفي. كان علينا أن نلعب! وهذه كانت أبرز الألعاب التي نجحت معنا:
 لعبة "المكعبات السحرية":
استخدمنا مكعبات صغيرة (مكعب واحد = آحاد).
وقلت للأطفال: "عندنا قاعدة، كل 10 مكعبات فردية، لازم نربطهم بشريط مطاطي لنكون عصا العشرات!".
أصبحت اللعبة: "كم عندك؟" يجمع الطفل المكعبات، وعندما يصل إلى 10، يصرخ "يوبي! عندي عشرة!" ويربطهم ليكونوا "عصا عشرات" واحدة، ويستمر في جمع الباقي كمكعبات فردية (آحاد).
 لعبة "محطة الأوتوبيس":
(هذه اللعبة المفضلة لآمنة في البيت)
رسَمنا على أرضية الغرفة "محطة أوتوبيس" كبيرة (بيت العشرات) ومحطة صغيرة (بيت الآحاد).
أعطيتُ آمنة مجموعة من الألعاب الصغيرة (حيوانات، شخصيات) وقلت: "الأوتوبيس الكبير لا يتحرك إلا إذا امتلء بـ 10 ركاب بالضبط!". كانت تعد الركاب وتجمعهم في "المحطة الكبيرة"، وإذا كان العدد 13 مثلًا، كانت تقول: "أه، عندي عشرة (في الأوتوبيس الكبير) و تلاتة لسة واقفين في المحطة الصغيرة ينتظروا أوتوبيس جديد!".
 لعبة "الكنز المدفون":
(في الفصل)
أخفيتُ مجموعة من العملات المعدنية (أو النجوم الورقية) في صندوق الرمل.
قسمتُ الأطفال إلى فرق. كل فريق يجمع العملات ويضع كل 10 عملات في كيس صغير (يمثل العشرات)، والباقي يكون مفردًا (الآحاد).
الفريق الذي يستطيع أن يقول: "وجدنا 2 كيس (يعني 20) و 4 عملات مفردة!" هو الفائز.

التحديات وكيف واجهناها:

في البداية، كانت آمنة تخلط أحيانًا فتقول: "عندي 1 كيس و 5 مكعبات، يعني عندي 15! ولكن اسمه خمسة عشر ليه مش عشرة وخمسة؟". هنا كان دوري أن أشرح لها بلغة اللعبة: "لأن الكيس هو عشرة already, فلو فتحيناه هتلاقيه فيه 10 مكعبات. فبما إنه مختصر علينا، بنقول خمسة عشر، يعني العشرة دي والخمسة دول."

لماذا نجحت هذه الطريقة؟

تحويل المجرد إلى ملموس: لم يعد الرقم "15" مجرد رمز، بل أصبح صورة لكيس (عشرات) و 5 مكعبات فردية (آحاد).
اعتماد على حواس متعددة: الأطفال لم يسمعوا القصة فقط، بل لمسوا المكعبات، وعدوها، وربطوها، وركضوا في لعبة المحطة.
بناء أساس قوي: هذا الفهم العميق سيسهل عليهم فيما بعد تعلم الجمع والطرح ذوي المنازل (مثل 25+13) لأن الصورة الذهنية لـ "بيت العشرات" و "بيت الآحاد" أصبحت راسخة في أذهانهم.

الخاتمة: لحظة "فهمت!" التي لا تقدر بثمن

أجمل لحظة في هذه الرحلة كانت عندما نظرتْ إليّ آمنة ذات يوم وهي تحمل لوحها الأبيض، وقد رسمت عليه منزلين. كتبت أمام المنزل الكبير حرف "ع" (لعشرات) وأمام الصغير حرف "آ" (لآحاد)، ثم كتبت تحتهما الرقم 24 وقالت: "شوفي ماما! عندنا 2 في بيت العشرات و 4 في بيت الآحاد!".
في تلك اللحظة، علمت أن المغامرة قد نجحت. لم تحفظ ابنتي رقمًا، بل فهمت لغةً رياضية جديدة ستفتح لها أبوابًا كثيرة في المستقبل.
أنصح كل أم ومعلمة: لا تسرعي في تعليم الأرقام كرموز. تمهلي، وأعطِ الطفل الوقت ليبني الصورة في ذهنه عبر القصص واللعب. لأن أقوى أساس للرياضيات هو ذلك المبني على الفهم والمرح.

آحاد و العشرات

بعد الانتهاء من الأرقام من ١ إلى ٩ و عند ١٠ يجب التفريق بين مفهوم الرقم و مفهوم العدد.

الفرق بين الرقم و العدد

الرقم يتكون من خانة واحدة و هو من ٠ إلى ٩ لكن العدد قد يتكون من خانة واحدة أو أكثر.

خانتي الآحاد و العشرات

يتم تقديم مصطلح الآحاد و العشرات بتصور البيوت، بيت الآحاد و بيت العشرات، بيت الآحاد صغير و بسيط و الرقم الذي يسكنه قيمته صغيره و يساوي نفسه، لكن بيت العشرات واسع و عالي و الرقم الذي يسكنه قيمته كبيرة فنجد أن رقم ١ في العشرات قيمته ١٠ ورقم ٢ قيمته ٢٠ و رقم ٣ قيمته ٣٠ ورقم ٤ قيمته ٤٠ و رقم ٥ قيمته ٥٠ و رقم ٦ قيمته ٦٠ و رقم ٧ قيمته ٧٠ و رقم ٨ قيمته ٨٠ و رقم ٩ قيمته ٩٠.

الفرق بين القيمة المكانية للرقم و القيمة العددية

يجب تعريف التلميذ أن رقم الآحاد في العدد يأتي أولًا و رقم العشرات يأتي بعده و ترديد الأغنية

الآحاد بييجي الأول و العشرات تيجي بعديه

ما القيمة العددية للرقم أو ما قيمة الرقم؟

المقصود هنا هو قيمة الرقم في خانة الآحاد اي أنه يساوي نفسه أو قيمته في العشرات أي انه يساوي نفسه في عشرة بمعنى ١ في العشرات قيمته ١٠ و ٢ في العشرات يساوي ٢٠، ٣ في العشرات قيمته ٣٠، ٤ في العشرات قيمته ٤٠، ٥ في العشرات قيمته ٥٠، ٦ في العشرات قيمته ٦٠، في العشرات قيمته ٦٠، ٧ في العشرات قيمته ٧٠، ٨ في العشرات قيمته ٨٠، ٩ في العشرات قيمته ٩٠.

ما القيمة المكانية للرقم؟

المقصود مكان الرقم هل هو في خانة الآحاد أو في خانة العشرات.