القائمة الرئيسية

الصفحات

المولد النبوي الشريف /حكم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف




الإختلاف في تاريخ المولد النبوي الشريف /حقيقة تاريخ ميلاد النبي صلى الله عليه /أقوال العلماء في المولد النبوي 


اختلف أهل السيَر والتاريخ في تحديد يوم وشهر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أمر له سببه المعقول حيث لم يُعلم ما سيكون لهذا المولود من شأن ، فكان حاله كحال غيره من المواليد ، ولذا لم يكن لأحد أن يجزم على وجه اليقين بوقت ميلاده صلى الله عليه وسلم .

ولعل السر في هذا الخلاف أنه حينما ولد لم يكن أحد يتوقع له مثل هذا الخطر ، ومن أجل ذلك لم تتسلط عليه الأضواء منذ فجر حياته ، فلما أذِن الله أن يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته بعد أربعين سنة من ميلاده : أخذ الناس يسترجعون الذكريات التي علقت بأذهانهم حول هذا النبي ، ويتساءلون عن كل شاردة وواردة من تاريخه ، وساعدهم على ذلك ما كان يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه عن الأحداث التي مرت به أو مر هو بها منذ نشأته الأولى ، وكذلك ما كان يرويه أصحابه والمتصلون به عن هذه الأحداث .

وبدأ المسلمون – حينئذٍ - يستوعبون كل ما يسمعون من تاريخ نبيهم صلى الله عليه وسلم لينقلوه إلى الناس على توالي العصور .و يمكن البحث في تاريخ ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم من منظورين

أولًا منظور الإتفاق

من مواضع الاتفاق في ميلاده صلى الله عليه وسلم تحديد العام ، وتحديد اليوم :

_ أما العام : فقد كان عام الفيل ، قال ابن القيم – رحمه الله - :

لا خلاف أنه ولد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجوف مكّة ، وأن مولده كان عامَ الفيل .

وقال محمد بن يوسف الصالحي – رحمه الله - :

قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى : عام الفيل .

قال ابن كثير : وهو المشهور عند الجمهور .

وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري : وهو الذي لا يشك فيه أحد من العلماء .

 _و أما اليوم : فهو يوم الاثنين ، ففيه وُلد صلى الله عليه وسلم ، وفيه بُعث ، وفيه توفي .

عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال : ( سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ ؟ قَالَ : ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ - أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ - ) .

قال ابن كثير – رحمه الله - :

وأبعدَ بل أخطأ من قال : ولد يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من ربيع الأول .

ثانيًا منظور  الخلاف 

وأما موضع الخلاف فقد كان في تحديد الشهر واليوم منه ، وقد كثرت الأقوال في ذلك ومنها :

_ أن ميلاده صلى الله عليه وسلم كان لليلتين خلتا من ربيع الأول .

قال ابن كثير – رحمه الله - :

فقيل : لليلتين خلتا منه ، قاله ابن عبد البر في " الاستيعاب " ، ورواه الواقدي عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن المدنى .

_ وقيل : في ثامن ربيع الأول .

قال ابن كثير – رحمه الله - :

وقيل لثمان خلون منه ، حكاه الحميدى عن ابن حزم ، ورواه مالك وعقيل ويونس بن يزيد وغيرهم عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم ، ونقل ابن عبد البر عن أصحاب التاريخ أنهم صححوه ، وقطع به الحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي ، ورجحه الحافظ أبو الخطاب بن دحية في كتابه " التنوير في مولد البشر النذير " .

_ وقيل : في عاشر ربيع الأول .

قال ابن كثير – رحمه الله - :

وقيل : لعشر خلون منه ، نقله ابن دحية في كتابه ، ورواه ابن عساكر عن أبي جعفر الباقر ، ورواه مجالد عن الشعبى .


_ وقيل : في ثاني عشر ربيع الأول .

قال ابن كثير – رحمه الله - :

وقيل : لثنتى عشرة خلت منه ، نصَّ عليه ابن إسحاق ، ورواه ابن أبى شيبة في " مصنفه " عن عفان عن سعيد بن ميناء عن جابر وابن عباس أنهما قالا : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول ، وفيه بعث ، وفيه عرج به إلى السماء ، وفيه هاجر ، وفيه مات .

وهذا هو المشهور عند الجمهور ، والله أعلم .


حقيقة شهر ربيع الأول و سبب تسميته 

  سُمِّيَ بذلك لأنَّ تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم.   والرِّبْعُ: محله، يقال: ما أوسع ربع بني فلان! وربعت الإبل، إذا وردت الربع، يقال: جاءت الإبل روابع، قال ابن السكيت: "ربع الرجل، يربع، إذا وقف وتحبَّس".   "والرَّبيعُ عند العرب ربيعان: ربيع الشهور، وربيع الأزمنة، فربيع الشهور شهران بعد صفر، ولا يقال فيه إلا شهر ربيع الأول، وشهر ربيع الآخر، وأما ربيع الأزمنة، فربيعان: الربيع الأول، وهو الفصل الذي تأتي فيه الكمأةُ والنور، وهو ربيع الكلأ، والربيع الثاني وهو الفصل الذي تدرك فيه الثمار، وفي الناس من يسمِّيه الربيع الأول، وجمع الربيع: أربعاء وأربعة، مثل نصيب وأنصباء وأنصبة، قال يعقوب: ويجمع ربيع الكلأ أربعة، وربيع الجداول أربعاء، والربيع: المطر في الربيع، تقول منه: ربعت الأرض فهي مربوعة" 

 ثانيًا: تسميته قد جاء في تسميته بهذا الاسم عدة روايات؛ منها: "أنَّ العرب كانوا يخصّبون فيه ما أصابوه من أسلاب في صفر؛ حيث إنَّ صفرًا كان أول شهور الإغارة على القبائل عقب المحرَّم" (هذا كان في الجاهلية أما بعدما جاء الإسلام تغيرت هذه المفاهيم الجاهلية وحفظت الدماء إلا بموجب ما تقتضيه الأحكام الشرعية من قصاص ونحوه). وقيل: بل سُمِّيَ كذلك لارتِباع الناس والدواب فيه وفي الشهر الذي يليه [ربيع الآخر]، لأن هذين الشهريْن كانا يأتيان في الفصل المُسمَّى خريفًا وتسميه العرب ربيعًا، وتُسمَّي الربيع صيفًا والصيف قيظًا. وهناك رأي يقول: إنَّ العرب كانت تقسم الشتاء قسمين، أطلقوا عليهما الربيعيْن: الأول منهما ربيع الماء والأمطار، والثاني ربيع النبات؛ لأن فيه ينتهي النبات منتهاه، بل إن الشتاء كله ربيع عند العرب من أجل الندّى. وفي الحقيقة، كان الربيع عند العرب ربيعيْن: ربيع الشهور، وربيع الأزمنة؛ فربيع الشهور، شهران بعد صفر؛ وهما ربيع الأول وربيع الآخر. وأما ربيع الأزمنة، فربيعان:   الرَّبيع الأوَّل: وهو الفصل الذي تأتي فيه الكمأة والنَّوْر، وتطلق عليه العرب: ربيع الكلأ.   والثاني: هو الفصل الذي تُدْرَكُ فيه الثمار، ومنهم من يسميه الربيع الثاني، ومنهم من يُسمِّيه الربيع الأول كسابقه.لذا، كان أبو الغوث يقول: "العرب تجعل السنة ستة أزمنة: شهران منها الربيع الأول، وشهران صيف، وشهران قيظ، وشهران الربيع الثاني، وشهران خريف، وشهران شتاء" 



بداية الاحتفال بالمولد النبوي/أين و متى بدأ الإحتفال بالمولد النبوي 

مما لا شك فيه أن الاحتفال بالمولد النبوي هي بدعة لم تعرفها الأمة الإسلامية في القرون الثلاثة الأولى من الهجرة النبوية هي القرون التي زكاها النبي صلى الله عليه وسلم و أخبرنا أن النزعات و البدع تبدأ من بعدها. بدأ الإحتفال بالمولد النبوي في القرن الرابع الهجري في مصر على يد الدولة الفاطمية التي أقامها بني عبيد المنسوبين زورًا للسيدة فاطمة أبنة النبي صلى الله عليه وسلم.


الأسباب الحقيقة وراء الإحتفال بالمولد النبوي 


 كان بني عبيد قد أنشقوا عن الدولة العباسية و اقاموا دولتهم الفاطمية في مصر و الشام لكنهم و بسبب سياسة حكامهم لم يرض عنهم الناس فبدؤا بسن إحتفالات بدعية لإستمالة الناس و كسب تعاطفهم و من تلك الإحتفالات الإحتفال بالمولد النبوي الذي ابتدعه الحاكم الفاطمي المعز لدين الله كما أبتدع إحتفالًا بمولد السيدة فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم و إحتفالًا بمولد الحسن والحسين رضي الله عنهما و الإحتفال بالهجرة النبوية و الإحتفال بليلة الإسراء والمعراج و غيرها. و رغم إنتهاء دولة بني عبيد إلا أن الإحتفالات التي ابتدعوها ظلت قائمة و لكن المسلمين غير بلاد مصر و الشام لم يتقبلوها و أنكروها حتى القرن السابع الهجري إذ انتقلت عدوى هذه الاحتفالات من مصر إلى أهل إربل في العراق، و منها إلى سائر بلاد المسلمين. 


كيف أنتقل الإحتفال بالمولد النبوي من مصر لباقي الدول؟

في القرن الرابع الهجري نقل بدعة الإحتفال بالمولد النبوي شيخ صوفي يدعى عمر، وأقنع بها ملك إربل في العراق أبا سعيد كوكبري، ثم انتشرت بعد ذلك في سائر بلدان المسلمين، بسبب الجهل والتقليد الأعمى، حتى وصلت إلى ما نشاهده في العصر الحاضر من مظاهر احتفالية كبيرة ومتنوعة في سائر أرجاء العالم الإسلامي.


حقيقة المعز لدين الله العبيدي /حقيقة المعز لدين الله الفاطمي /حقيقة الرجل الذي أحدث الموالد:


أجمع المؤرخون أن وراء بدعة الموالد رجل واحد و هو  المعز لدين الله العبيدي، وقد كان له سيرة سيئة  إذ قرّب اليهود والنصارى، وأقصى المسلمين، وحرّف الأذان الشرعي فهو أول من دعى بالأذان بحي على خير العمل، ويكفي في بيان حقيقته أن الشاعر ابن هانئ الأندلسي مدحه فقال فيه:

ما شئت لا ما شاءت الأقدار

فاحكم فأنت الواحد القهار


و مع سيرته السيئة كان المعز أيضًاً صاحب عقيدة فاسدة كما هو حال آبائه وأبنائه، قال أبو شامة المقدسي الشافعي: "وقام بعده ابنه الملقب بالمعز فبث دعاته فكانوا يقولون: هو المهدي الذي يملك الأرض، وهو الشمس التي تطلع من مغربها!! وكان يسره ما ينزل بالمسلمين من المصائب من أخذ الروم بلادهم، واحتجب عن الناس أيامًا ثم ظهر وأوهم أن الله رفعه إليه، وأنه كان غائبًا في السماء، وأخبر الناس بأشياء صدرت منهم كان ينقلها إليه جواسيس لهº فامتلأت قلوب العامة الجهال منه، وهذا أول خَلف خلفائهم بمصر، وهو الذي تنسب إليه القاهرة المعزية، واستدعى بفقيه الشام أبي بكر بن أحمد بن سهل الرملي ويعرف بابن النابلسي فحمل إليه في قفص خشب فأمر بسلخه، فسلخ حيًا، وحشي جلده تبنًا وصلب - رحمه الله تعالى -، قال أبو ذر الهروي: سمعت أبا الحسن الدار قطني يذكره ويبكي ويقول: كان يقول وهو يسلخ: كان ذلك في الكتاب مسطورا {الإسراء: 58} ا هـ

وذكر المؤرخون أنه قرب المنجمين وكان يأخذ بأقوالهم.

وذكر ابن عذارى المراكشي: أن المعز في سنة 349هـ وجه أئمة المساجد والمؤذنين، يأمرهم ألا يؤذنوا إلا ويقولون فيه: "حي على خير العمل"، قال السيوطي: "ومن غرائبه: أنه استوزر رجلاً نصرانيًا يقال له: عيسى بن نسطورس، وآخر يهوديًا اسمه ميشا، فعز بسببهما اليهود والنصارى على المسلمين في ذلك الزمان حتى كتبت إليه امرأة في قصة في حاجة لها تقول: بالذي أعز النصارى بعيسى بن نسطورس، واليهود بميشا، وأذل المسلمين بك  لما كشفت عن ظلامتي" ا هـ 

فمما لا شك فيه إن دوافع هذا الرجل من  إحداث هذه الموالد لم يكن  محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -ومحبته آل بيته فهو  من  قوم منافقين   يظهرون محبة آل البيت ويبطنون العقائد الفاسدة، ويمالئون أهل الكفر على أهل الإسلام


حكم الإحتفال بالمولد النبوي

 إن بدعة المولد النبوي بدعة منكرة، يضلل فاعلها، لأن دين الله تعالى قد كمل ولله الحمد، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِينًا} [المائدة من الآية:3]، قال الإمام مالك: "فما كان في ذلك اليوم دين، فهو دينًا، وما لم يكن في ذلك اليوم دينًا فليس من الدين". ولا شكَّ أن بدعة المولد التي أحدثها العبيديون حكام الدولة الفاطمية، وهم زنادقة ملاحدة، ولم يجرِ عليها عمل القرون الثلاثة المفضلة، فهي بدعة محدثة، وكل بدعة فهي ضلالة كما قال صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة». وكل أمر محدث فهو مردود على صاحبه بقوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ»، قال النووي: "قال أهل العربية: الرد عنا بمعنى المردود، ومعناه: فهو باطل غير معتد به" 

 وقال: "وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فإنه صريح في رد كل البدع والمخترعات"، وقال: "وهذا الحديث مما ينبغي حفظه واستعماله في إبطال المنكرات، وإشاعة الاستدلال به"

ولو كانت هذه الاحتفالات خيراً لكان السلف الصالح أحق بها منا فإنهم كانوا أشد منا محبة وتعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم على الخير أحرص ..


الحضرة من الأفعال البدعية  الشركية التي ارتبطت بمولد النبي صلى الله عليه وسلم

معنى الحضرة /مفهوم الفزة أو القيام

القيام الذي يكون في المولد يُسمّى بـ [الفزة] ومرادهم منه القيام بسرعة، وذلك عند ورود ذكر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وخروجه إلى الدنيا، ويُسمّى عندهم أيضًا بـ [الحضرة]؛ لأنّ كثيرًا منهم يزعم أنّ روح النبي صلى الله عليه وسلم تحضر عندها، ويقولون: "حضر، حضر"، ويتركون النافذة مفتوحة لتدخل روح النبي صلى الله عليه وسلم منها، فجمعوا بين البدعة وبين إساءة الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ يجعلونه مخالفًا لما أمر الله به في كتابه قال تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة من الآية:189].


 و قد أبتدع المحتفلين بالمولد النبوي بدعة القيام رغم  أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حال حياته نهى عنه وكرهه من الصحابة، فكيف يقع استحبابه عليه في بدعة الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم.


قال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئًا على عصا، فقمنا إليه، فقال: «لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يُعظِّم بعضها بعضًا»" 


وقال أنس رضي الله عنه: "ما كان شخص أحب إليهم من النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك" 


فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد كرِه القيام له، ونهى عنه وأخبر أنه من فعل الأعاجم، فكيف بالقيام عند ذكر ولادته وخروجه إلى الدنيا؟! فهذا أولى بالنهي لجمعه بين البدعة والتشبه بالأعاجم.

والقوم لا يقفون عند هذا الحد؛ بل يزعمون أن هذا القيام عند ذكر ولادته صلى الله عليه وسلم لأجل أن روح النبي تحضر في ذلك الوقت، وأنه يصافح المجتمعين في المجلس، وهو اعتقاد ليس عليه كتاب ولا سنة، ولا أثر عن خير القرون.

مظاهر الإحتفال بالمولد النبوي في بعض الدول الإسلامية

الاحتفال بالمولد النبوي في مصر 

يمثل مولد النبي صلى الله عليه وسلم لدى المصريين عيدًا سنويًا يحرصون على الاحتفال به مثل عيدي الفطر والأضحى، كما احتفظوا بالعادات والتقاليد التي اعتاد عليها آباؤهم وأجدادهم، وتعتبر حلوى المولد لها الدور الأساسي والحاضر بقوة في هذه المناسبة.

ويبدأ التجار بإقامة الشوادر قبل موعد المولد بحوالي شهر ويتم عرض الحلوى بكل أشكالها والوانها ويزين الشادر بعرائس مولد النبي التي يحرص المصريين على شرائها وتقديمها كهدايا لبعضهم البعض، وبالتالي تظهر القاهرة الكبرى وكافة محافظات مصر في أبهى صورة لها.

وعند حلول يوم الثاني عشر من ربيع الأول تقوم السيدات بطهي أشهى الأكلات احتفالًا بهذا اليوم المبارك الذي شهد مولد أشرف الخلق سيدنا محمد، وتقيم الطرق الصوفية بالمساجد مجالس للذكر

والأنشاد الديني في ليلة ذكرى مولد النبي.

 مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي بليبيا:

يأخد الاحتفال في ليبيا طابع شعبي، وتبدأ مراسم الاحتفال بتلك المناسبة في المساجد بتلاوة القرآن وإلقاء دروس الوعظ والمدائح الصفوية والحضرة التي تستخدم فيها الطبول والدفوف وتوزع الحلوى والشاي وإشعال البخور والتطيب، ويقوم الآباء والأمهات بشراء الهدايا والتي تعد الخمسية من أشهرها، وهي وهي عبارة عن شجرة ميلاد تصنع يدويًا من الخشب ويتم تزيينها بالورود البيضاء والحمراء والوردية، إلى جانب الألعاب النارية ومنها النجوم، بجانب إشعال شمعة الرسول الكريم، حيث يقف الصبيان أما البيوت ممسكين بالقناديل المصنوعة من الخيش، فيما تحمل البنات الشموع أمام المنازل، وعادة ما يردد الأطفال أغاني المولد

 

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في السودان


تبدأ الاحتفالات بالمولد النبوي مع بداية شهر ربيع الأول وحتى يوم الثاني عشر، وفي مدينة أم درمان وتحديدًا منطقة الخليفة تقام الشوادر والخيام لبيع الحلوى وأشهرها هناك "السمسمية"، فضلًا عن مجالس الذكر والإنشاد الديني وتقديم الطعام للمحتفلين ومن أشهر الأكلات في هذه المناسبة "الثريد".

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في الجزائر

يعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يمثل هوية الشعب الجزائري، حيث يبدأ الاحتفال به فور غروب الشمس، إذا تقوم العائلات بطهي الأكلات الجزائرية خصيصا لهذه المناسبة مثل الرشتة والشخشوخة والتريدة، وتتجمع الأسر ليلا لاحتساء الشاي وأكل الحلوى كأحد طقوس هذه المناسبة وسط نور الشموع وعبق العنبر الذي لا يكاد يخلو منه أي بيت جزائري في هذا العيد.

وتعتبر مدينة مستغانم مركز الاحتفالات بذكرى المولد النبوي في الجزائر، حيث تشهد أكبر تجمع للطرق الصوفية


مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في المغرب

يعرف المولد النبوي هناك باسم "الميلودية"، ومع حلول شهر ربيع الأول

من كل عام تنطلق الاحتفالات والطقوس التي أعتاد المغاربة على إحيائها تعظيمًا لمولد الرسول الكريم، فضلًا عن إقامة الدروس بالمساجد عقب صلاة المغرب لسرد سيرة النبي الكريم وسير الصحابة علاوة على قيام الطرق الصوفية بحلقات الإنشاد الديني ومدح النبي.

كما يحرص الآباء على شراء الملابس الجديدة لأطفالهم في هذه المناسبة، وأعتاد المغاربة على تناول أكلتهم الشهيرة الكسكسي مع الفراخ وصنع الحلوى المغربية.

الاحتفال بالمولد النبوي في الأردن

مع بداية شهر ربيع الأول تتزين المساجد بالأنوار الخارجية وتعقد دروس السيرة النبوية وحلقات الذكر والأبتهالات، بالأضافة لجمع الصدقات والقيام بالأعمال الخيرية.

ويعتبر "المشبك" هو الحلوى الأشهر التي يتم توزيعها خلال الأحتفال بذكرى مولد الرسول الكريم.


الاحتفال بالمولد النبوي في فلسطين 

تنتشر الأعلام والزينة في مدينة نابلس للاحتفال بتلك المناسبة وتخرج فرق الإنشاد بزي خاص ومميز إلى الشوارع تردد الأناشيد والأبتهالات لمدح المصطفى بمشاركة الأطفال، وخلال الاحتفالات يوزع التجار الحلوى على المارة في الشارع.

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي ماليزيا

يتم الاحتفال بالمولد النبوي عادة بمهرجان هائل تتخلله المواكب الضخمة في الشوارع، وتتزين فيه المنازل والمساجد.

الاحتفال بالمولد النبوي في باكستان

تقام الأحتفالات بذكرى مولد النبي في المدن الباكستانية، من خلال العزف وخروج مسيرات بالشوارع تهتف بالشعارات والأناشيد الدينية وتعليق الزينات، فضلًا عن توزيع الطعام على الفقراء والمساكين.

الإحتفالات في الإمارات و الكويت

كما تتخذ دولتي الإمارات والكويت مناسبة المولد النبوي الشريف أجازة رسمية في البلاد، علاوة على تنظيم الاحتفالات لأحياء ذكرى مولد النبي وتلاوة القرآن الكريم والأناشيد الدينية.

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي بعمان:

تعد الهوامة من أشهر الطقوس الخاصة بالاحتفال بالمولد النبوي في عمان، وهي التمايل أثناء ترديد الأناشيد الدينية ومدح الرسول بجانب حلقات الذكر وتلاوة القرآن.

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي بالسعودية:

تحتفل السعودية بالمولد النبوي الشريف بتلاوة الخطب الدينية وإضاءة 16 حزمة ضوئية ببرج الساعة الحرم المكي للاحتفال بتلك المناسبة، ويصل مدى تلك الأنوار في مكة المكرمة إلى 10 كيلو متر إلى الأعلى، فيما يتبادل الشعب الزيارات والتهاني أيضا، وإعداد بعض الوجبات السعودية.

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي بتركيا:

تمتلئ المساجد في تركيا بالمصليين عثقب صلاة العشاء احتفالا بتلك المناسبة، بجانب احتشاد الناس بالميادين وعلى رأسها ميدان زيتون بورنو بمدينة اسطنبول، حيث تنتشر المدائح النبوية وتلاوة القرآن وتبادل التهاني والتبركات بين الأصدقاء.

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي بالتشاد:

يحرص التشاديون على إحياء المولد النبوي الشريف باحتفلات كثيرة تشرف عليها الحكومة، حيث يشارك الرئيس وعائلته تلك الاحتفالات، بجانب توزيع الهدايا والحلويات على الناس خصوصا للأطفال.

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي بسوريا:

يحتفل السوريون من خلال الذهاب للمساجد بمشاركة رجال الدين، وذهاب الآباء إلى سوق الملبس الذي يعد من أشهر الحلويات احتفالا بتلك المناسبة، بجانب تزيين الشوارع بالأضواء والأعلام، ولف قطع الملبي في أورقة السلوفان، ويتيقظ الدمشقيون على أنغام المدائح النبوية وتسميع الموشحات الدينية من قبل أصحاب المحلات. ويفتتح المولد بتلاوة القرءان وقراءة المولد والأناشيد الدينية والمدائح النبوية ورقة المولوية وتوزيع أطباق المحلاية.


هل إحتفل النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة بالمولد النبوي 

لا خلاف أن "الرسولَ صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده المبارك  ، ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرُهم من الصحابة ـ رضوان الله على الجميع ـ ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، وهم أعلم الناس بالسنة ، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعةً لشرعه ممن بعدهم. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ أحْدَثَ في أمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»(8)، أي : مردود عليه ، وقال في حديث آخر : «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» 


رأي الأزهر في الإحتفال بالمولد النبوي

أجاب مركز الأزهر للفتاوى الإلكترونية على سؤال ما حكم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف؟، قائلاً: إن الاحتفال بميلاده صلى الله عليه وسلم تعظيمٌ واحتفاءٌ الجناب النبوى الشريف، وهو عنوان محبَّته التى هى ركن من أركان الإيمان.


والمراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوى: يقصد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد فى مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا، فميلاده كان ميلادًا للحياة.


فتوى حكم الإحتفال بالمولد النبوي للشيخ عبدالعزيز بن باز

المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به، لا مولد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره، فالذي نعلم من الشرع المطهر وقرره المحققون من أهل العلم: أن الاحتفال بالموالد بدعة، لا شك في ذلك؛ لأن الرسول ﷺ وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله، وهو المبلغ عن الله لم يحتفل بالمولد مولده ﷺ، ولا أصحابه، لا خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم، فلو كان حقاً وخيراً وسنة لبادروا إليه ولما تركه النبي ﷺ، ولعلمه أمته وفعله بنفسه، ولفعله أصحابه خلفاؤه ، فلما تركوا ذلك علمنا يقيناً أنه ليس من الشرع، وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وقال عليه الصلاة والسلام: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد في أحاديث أخرى تدل على ذلك، وبهذا يعلم أن هذه الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره، وهكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كـ البدوي والحسين وغير ذلك كلها من البدع المنكرة التي يجب على أهل الإسلام تركها. 

وقد عوضهم الله بعيدين عظيمين: عيد الفطر وعيد الأضحى، ففيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات منكرة مبتدعة. وليس حب النبي ﷺ يكون بالموالد وإقامتها، وإنما حبه ﷺ يقتضي اتباعه، والتمسك بشريعته، والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، هذا هو الحب قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم [آل عمران:31] فحب الله ورسوله ليس بالموالد ولا بالبدع، ولكن حب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله، وبالاستقامة على شريعة الله، بالجهاد في سبيل الله، بالدعوة إلى سنة الرسول ﷺ وتعظيمها والذب عنها والإنكار على من خالفها، هكذا يكون حب الرسول ﷺ، ويكون بالتأسي به في أقواله وأعماله، والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام، والدعوة إلى ذلك. 

هذا هو الحب الصادق الذي يدل عليه العمل الشرعي، والعمل الموافق لشرعه. 

وأما كونه يعذب أو لا يعذب هذا شيء آخر، هذا إلى الله جل وعلا، فالبدع والمعاصي من أسباب العذاب، لكن قد يعذب الإنسان بمعصيته وقد يعفو الله عنه، إما لجهله وإما لأنه قلد من فعل ذلك ظناً منه أنه مصيب، أو لأعمال صالحة قدمها صارت سبباً لعفو الله أو لشفاعة الشفعاء من الأنبياء أو المؤمنين أو الأفراط، فالحاصل أن المعاصي والبدع من أسباب العذاب، وصاحبها تحت مشيئة الله جل وعلا، إذا لم تكن بدعته مكفرة، أما إذا كانت البدعة مكفرة فيها الشرك الأكبر فصاحبها مخلد في النار نعوذ بالله، لكن إذا كانت البدعة ليس فيها شرك أكبر، وإنما هي فروع خلاف الشريعة، من صلوات مبتدعة أو من احتفالات مبتدعة ليس فيها شرك، فهذا تحت مشيئة الله كالمعاصي. نعم.


فتوى الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين في حكم الإحتفال بالمولد النبوي


فأجاب قائلاً : أولاً : ليلة مولد الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، ليست معلومة على الوجه القطعي ، بل إن بعض العصريين حقق أنها ليلة التاسع من ربيع الأول وليست ليلة الثاني عشر منه، وحينئذ فجعل الاحتفال ليلة الثاني عشر منه لا أصل له من الناحية التاريخية. ثانياً : من الناحية الشرعية فالاحتفال لا أصل له أيضاً لأنه لو كان من شرع الله لفعله النبي ، صلى الله عليه وسلم، أو بلغه لأمته ولو فعله أو بلغه لوجب أن يكون محفوظاً لأن الله- تعالى- يقول :( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فلما لم يكن شيء من ذلك علم أنه ليس من دين الله ، وإذا لم يكن من دين الله فإنه لا يجوز لنا أن نتعبد به لله - عز وجل - ونتقرب به إليه ، فإذا كان الله تعالى - قد وضع للوصول إليه طريقاً معيناً وهو ما جاء به الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، فكيف يسوغ لنا ونحن عباد أن نأتي بطريق من عند أنفسنا يوصلنا إلى الله؟ هذا من الجناية في حق الله - عز وجل- أن نشرع في دينه ما ليس منه، كما أنه يتضمن تكذيب قول الله - عز وجل-: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) فنقول :هذا الاحتفال إن كان من كمال الدين فلا بد أن يكون موجوداً قبل موت الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، وإن لم يكن من كمال الدين فإنه لا يمكن أن يكون من الدين لأن الله - تعالى - يقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ومن زعم أنه من كمال الدين وقد حدث بعد الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، فإن قوله يتضمن تكذيب هذه الآية الكريمة، ولا ريب أن الذين يحتفلون بمولد الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، إنما يريدون بذلك تعظيم الرسول ،عليه الصلاة والسلام، وإظهار محبته وتنشيط الهمم على أن يوجد منهم عاطفة في ذلك الاحتفال للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، وكل هذا من العبادات ؛ محبة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، عبادة بل لا يتم الإيمان حتى يكون الرسول، صلى الله عليه وسلم ، أحب إلى الإنسان من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين ، وتعظيم الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، من العبادة ، كذلك إلهاب العواطف نحو النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من الدين أيضاً لما فيه من الميل إلى شريعته ، إذاً فالاحتفال بمولد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من أجل التقرب إلى الله وتعظيم رسوله ، صلى الله عليه وسلم ، عبادة وإذا كان عبادة فإنه لا يجوز أبداً أن يحدث في دين الله ماليس منه ، فالاحتفال بالمولد بدعة ومحرم ، ثم إننا نسمع أنه يوجد في هذا الاحتفال من المنكرات العظيمة مالا يقره شرع ولا حس ولا عقل فهم يتغنون بالقصائد التي فيها الغلو في الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، حتى جعلوه أكبر من الله - والعياذ بالله- ومن ذلك أيضاً أننا نسمع من سفاهة بعض المحتفلين أنه إذا تلا التالي قصة المولد ثم وصل إلى قوله " ولد المصطفى" قاموا جميعاً قيام رجل واحد يقولون : إن روح الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، حضرت فنقوم إجلالاً لها وهذا سفه ، ثم إنه ليس من الأدب أن يقوموا لأن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، كان يكره القيام له فأصحابه وهم أشد الناس حبّاً له وأشد منا تعظيماً للرسول ، صلىالله عليه وسلم، لا يقومون له لما يرون من كراهيته لذلك وهو حي فكيف بهذه الخيالات؟! وهذه البدعة - أعني بدعة المولد - حصلت بعد مضي القرون الثلاثة المفضلة وحصل فيها ما يصحبها من هذه الأمور المنكرة التي تخل بأصل الدين فضلاً عما يحصل فيها من الاختلاط بين الرجال والنساء وغير ذلك من المنكرات.


فتوى الشيخ الفوزان في الإحتفال بالمولد النبوي


فلا يخفى ما ورد في الكتاب والسنة من الأمر باتباع شرع الله ورسوله, والنهي عن الابتداع في الدين , قال تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } [آل عمران/31] , وقال تعالى : { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون } [الأعراف/3] , وقال تعالى : { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } [الأنعام/ 153 ] , وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن أصدق الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمد , وشر الأمور محدثاتها ) . وقال صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ). [رواه البخاري رقم 2697, ومسلم رقم 1718] . وفي رواية لمسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) .

بدع منكرة في الإحتفال بالمولد النبوي 

وإن من جملة ما أحدثه الناس من البدع المنكرة الاحتفال بذكرى المولد النبوي في شهر ربيع الأول , وهم في هذا الاحتفال على أنواع :


فمنهم من يجعله مجرد اجتماع تُقرأ فيه قصة المولد , أو تقدم فيه خطب وقصائد في هذه المناسبة .

ومنهم من يصنع الطعام والحلوى وغير ذلك , ويقدمه لمن حضر.

ومنهم من يقيمه في المساجد , ومنهم من يقيمه في البيوت .

ومنهم من لا يقتصر على ما ذكر , فيجعل هذا الاجتماع مشتملاً على محرمات ومنكرات من اختلاط الرجال بالنساء والرقص والغناء , أو أعمال شركية كالاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم وندائه والاستنصار به على الأعداء وغير ذلك.


وهو بجميع أنواعه واختلاف أشكاله واختلاف مقاصد فاعليه لا شك ولا ريب أنه بدعة محرمة محدثة أحدثها الشيعة الفاطميون بعد القرون الثلاثة المفضلة لإفساد دين المسلمين . وأول من أظهره بعدهم الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري ملك إربل في آخر القرن السادس أو أول القرن السابع الهجري , كما ذكره المؤرخون كابن خلكان وغيرهما.


فتوى أبن تيمية في الاحتفال بالمولد النبوي

يقول بن تيمية رحمه الله "وإنما الغرض أن اتخاذ هذا اليوم عيدًا محدثٌ لا أصل له، فلم يكن في السلف لا من أهل البيت ولا من غيرهم-مَنِ اتخذ ذلك اليوم عيدًا، حتى يحدث فيه أعمالًا. إذ الأعياد شريعة من الشرائع، فيجب فيها الاتباع، لا الابتداع. وللنبي صلى الله عليه وسلم خطب وعهود ووقائع في أيام متعددة: مثل يوم بدر، وحنين، والخندق، وفتح مكة، ووقت هجرته، ودخوله المدينة، وخطب له متعددة يذكر فيها قواعد الدين. ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ أمثال تلك الأيام أعيادًا. وإنما يفعل مثل هذا النصارى الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعيادًا، أو اليهود، وإنما العيد شريعة، فما شرعه الله اتبع. وإلا لم يحدث في الدين ما ليس منه. وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاةً للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبةً للنبي صلى الله عليه وسلم، وتعظيمًا، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع- من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا، مع اختلاف الناس في مولده- فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه لو كان خيرًا. ولو كان هذا خيرًا محضا، أو راجحًا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمًا له منا، وهم على الخير أحرص. ".


- وقال بعدها: "وإنما كمال محبته (الرسول صلى الله عليه وسلم) وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته باطنًا وظاهرًا، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان. فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان. وأكثر هؤلاء الذين تجدهم حرصاء على أمثال هذه البدع، مع ما لهم من حسن القصد، والاجتهاد الذين يرجى لهم بهما المثوبة، تجدهم فاترين في أمر الرسول، عما أمروا بالنشاط فيه، وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه، أو يقرأ فيه ولا يتبعه وبمنزلة من يزخرف المسجد، ولا يصلي فيه، أو يصلي فيه قليلاً ..." 


- وقال أيضًا: "فتعظيمُ المولد، واتخاذُه موسمًا، قد يفعله بعضُ الناس، ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس، ما يستقبح من المؤمن المسدد. ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء: إنه أنفق على مصحفٍ ألفَ دينار، أو نحو ذلك فقال: دعهم، فهذا أفضل ما أنفقوا فيه الذهب، أو كما قال. مع أن مذهبه أن زخرفة المصاحف مكروهة. وقد تأول بعض الأصحاب أنه أنفقها في تجويد الورق والخط. وليس مقصود أحمد هذا، إنما قصده أن هذا العمل فيه مصلحة، وفيه أيضًا مفسدة كُرِهَ لأجلها. فهؤلاء إن لم يفعلوا هذا، وإلا اعتاضوا بفسادٍ لا صلاح فيه، مثل أن ينفقها في كتاب من كتب الفجور: من كتب الأسمار أو الأشعار، أو حكمة فارس والروم". 

و من أقواله أيضًا" من ندب إلى شيء يتقرب به إلى الله أو أوجبه بقوله أو فعله من غير أن يشرعه الله فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله، ومن اتبعه في ذلك فقد اتخذه شريكًا لله شرع له من الدين ما لم يأذن به الله"، وبقوله: "إن من أطاع أحدًا في دين لم يأذن به الله من تحليل أو تحريم أو استحباب أو إيجاب فقد لحقه من الذم نصيب" .

و من هنا يظهر موقف أبن تيمية الذي لا يُجيز الإحتفال بالمولد النبوي.


رأي الشيخ محمد حسان في الإحتفال بالمولد النبوي

إن الاحتفال بالمولد أن نجتنب  نهيه ونبلغ دعوته ونطبق سنته ونحب رسول الله حب يفوق حبنا لأبنائنا وأنفسنا وأبنائنا، وقدر رسول الله في قلوبنا أعظم من أن نحتفل به يوم كل عام.

رأي الشيخ ابو إسحاق الحويني في الإحتفال بالمولد النبوي

اعتبر أن الاحتفال بدعة، وأن الصحابة هم أفضل منا في حب الرسول وأولي للاحتفال به، ولو كان الاحتفال هو مظهر من مظاهر حب الرسول لفعلوا ذلك. 


فتوى الشيخ مصطفى العدوى في الاحتفال بالمولد النبوي 

أفتى الشيخ بأن الاحتفال بالمولد بدعة أمر محدث ولم يفعله الرسول والصحابة والتابعين. 


فتوى الشيخ محمد حسين يعقوب في الإحتفال بالمولد النبوي 

يقول الشيخ إن رسول الله لم يولي في الثاني عشر من ربيع الأول، فهذا اليوم الذي يحتفلون فيه خطأ، وهو بدعة منكرة. 


فتوى دار الإفتاء المصرية في حكم الإحتفال بالمولد النبوي 

قالت الدار في فتوى لها عبر موقعها الرسمي: الاحتفالُ بِمولدِ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان؛ فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ" رواه البخاري، كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد سنَّ لنا جنس الشُكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف؛ فكان يَصومُ يومَ الإثنينِ ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم.


وكذلك يَجُوزُ الاحتفالَ بموالدِ آل البيتِ وأولياء الله الصالحين وإحياءُ ذكراهم؛ لما في ذلك من التأسي بهم والسير على طريقهم، ولورود الأمر الشرعي بتذكُّر الصالحين؛ فقال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ﴾، ومريم عليها السلام صِدِّيقةٌ لا نبية، وكذلك ورد الأمر بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾، ومِن أيام الله تعالى أيامُ الميلاد لأنه حصلت فيه نعمةُ الإيجاد، وهي سبب لحصول كل نعمة تنال الإنسان بعد ذلك، فكان تذكره والتذكير به بابًا لشُكر نعم الله تعالى على الناس. 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع